«§ منتــديـات السـلـــع §«
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


...,;( حنا المناصير وأنشد الكل عنّا ... حنا عمار الكون وحنّا دماره );,...
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رياضة الصيد بالصقور

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زائر
زائر
Anonymous



رياضة الصيد بالصقور Empty
مُساهمةموضوع: رياضة الصيد بالصقور   رياضة الصيد بالصقور Icon_minitimeالخميس مارس 27, 2008 3:04 pm

[center]السلام عليكم ... ورحمة الله وبركاته

كيف الحال ... عساكم بخير

هل عرفتم ذات يوم ان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان-رحمه الله- كان شاعراً وكاتباً وثقافي

بنقرا انا وياكم احد الكتب الي ألفها - رحمه الله -

اترككم مع الموضوع


الفصل الأول

أولاً: تاريخ الصيد وآدابه وحكم الشرع فيه

استطاع أهل البادية منذ أيام جاهليتهم الأولى ترويض الطير.. وأن يسخروه لمنفعتهم فسلطوا بعضه على بعض، وضربوا ضعيفه بقويه وقنصوا غبيه بذكيه، وجنوا ثمرات ذلك متاع لهم ولمن يعولون ولم يكن الصيد عند أهل الجاهلية وسيلة من وسائل الرزق فحسب وإنما كان متعة من متع النفس، وضرباً من ضروب الحرب أيام السلم.. وهم أشد ما يكونون حاجة للرزق والمتعة والتدريب الدائم على القتال لذلك أقبلوا عليه إقبالاً كبيراً.. وكان العرب تعلى من شأن القنص.. وتمدح الرجل بأكله من صيد يده وتعتبر ذلك آية على أنفته، وعلامة على زهادته بما في أيدى الناس وكان الصائد منهم يعود على أهل حيه بلحم صيده، ويجد في ذلك مجالاً من مجالات الفخر .

وهذا ما يحدث حتى الآن في البادية.. فالقانص يوصف دائماً بيننا بالزهد وهو حينما يذهب لرحلة صيد يجد في ذلك مفاخرة بين أهله وعشيرته بل أنه يظل ينتظر يوم الرحيل بفارغ الصبر.. ويكون حماسه لهذه الحلة مشهود له من الجميع .. وهو حينما يعود غانما بالطرائد يجد في ذلك كثيراً من الزهد بين الرفاق وأهل العشيرة..

وليس لمدع أن يقول أن رياضة الصيد بالصقور باب من أبواب الترف في الدول يلهو فيه بعض ملوكم وكبرائهم كما يلهو أرباب البطالة والغنى وصيد البر والبحر مما يدفع الملل عن النفوس ويورث من يعانيه صبرا ويعلمه التحايل على الخصم كأنه في ساحة حرب .

ولم يقتصر الصيد عند العرب على المحتاجين والفقراء وإنما مارسه الملوك والأغنياء ، وكان أبناء العرب من الملوك يفخرون بالصيد وأكل لحمه.. وكان العرب أول من درب الصقور وصاد بها..

حيث أجمع الباحثون في كتب البيزرة على أن أول من صاد بالصقر ودربه هو ( الحارث بين معاوية بن ثور بن كنده ) وسبب ذلك أنه وقف في يوم عند صياد ينصب شبكة للعصافير. فأنقض صقر على عصفور علق في الشبكة وأخذ يأكله .. وما لبث أن علق جناحاه بها .. والحارث ينظر إليه ويعجب من فعله.. فأمره به … فحمل إليه ووضع في بيت وأوكل به من يطعمه ويعلمه الصيد.. فطار عن يده إليها وأخذها وأكلها .. فأمر الحارث عند ذلك . بتدريبه وتهذيبه والصيد به، وبينما هو يسير يوماً لاحت له أرنب فطار الصقر إليها وأخذها، فلما رآه يصيد الأرنب ازداد به إعجابا وبعدها عرف العرب الصقر.. وانتشر بين الناس ومن أشهر من صاد بالصقور في فجر الإسلام.. حمزة بن عبد المطلب رضوان الله عليه، وكان من النجدة على ما خصه الله عز وجل به ، حتى قيل له أسد الله. وكان إسلامه عند منصرفة من صيد، وعلى يده صقر ، وجاء في الحديث إن حمزة كان صاحب قنص، فرجع يوماً من صيده فقالت له امرأة، كانت رأت ما نال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أذى أبي جهل .. يا أبا عمارة .. لو رأيت ما صنع أبو الحكم اليوم بإبن أخيك ، فمضى على حاله، وهو معلق قوسه في عنقه، حتى دخل المسجد فألقا أبا جهل فعلا رأسه بقوسه فشجه، ثم قال حمزة.. ديني دين محمد أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم .

لما جاء الإسلام برسالته الشاملة لشؤون العقيدة والحياة أخذ العرب يبنون حياتهم الجديدة على أسسه وتعاليمه، ويحكمون بشريعته في جميع ما يأتون وما يذرون ولم يكن بدعا أن يسألوا الرسول.. صلوات الله عليه عن حلال الصيد وحرمته وأن يقفوا على رأي الإسلام من هذا الأمر الحيوي الهام وهم الذين جعلوا يتحرجون من كل ما كان في الجاهلية خشية أن يكون للإسلام منه موقف آخر.. غير ما ألفوه وما تعاملوا به فقد روى أن زيد الخير وعدى بن حاتم. سألا النبي صلوات الله عليه .. فقالوا.. أنا نصيد بالكلاب والبزاة وقد حرم الله تعالى الميتة.. فماذا يحل لنا منها.. فنزل قوله تعالى: " يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات وما علمتم من الجوارح مكلبين تعلمونهن مما علمكم الله فكلوا مما أمسكن عليكم اذكروا اسم الله عليه وأتقوا الله إن الله سريع الحساب".. وكان من ثمرة ما جاء به القرآن الكريم وما أورده الرسول العظيم وما دار حول ذلك من تفسير المفسرين واجتهاد المجتهدين تشريع كامل شامل عالج موضوع الصيد من جوانبه كلها.. فتناول الحيوانات الصائدة من حيث إباحة أكلها وحرمته ومن حيث وجوب تذكيتها وعدمه .. كما عرض للصائد من حيث حكم تسميته عند إطلاق الجارح وما إلى ذلك من التفصيلات والتفريعات التي أحاطت بعملية الصيد كلها سواء أكانت بالجارح أو بغيره من أدوات الصيد على وجه تبرز فيه دقة التشريع الإسلامي وروعته..

وأما الحيوانات فقد أشار إليها سبحانه بقوله .. وما علمتم من الجوارح والمراد من "الجارح" من يجرح بنابه أو مخلبه فيكون مشتقاً من الجرح . والمعتبر من الجوارح .. العقاب والبازي، والصقر، والشاهين والكلب بجميع أنواعه وألوانه ..

ولا يؤكل صيد الجوارح إلا إذا كانت معلمة .. وذلك أخذاً من قوله جل شأنه .. وما علمتم من الجوارح مكلبين .. والمعنى " معلمين للاصطياد" أما الجوارح من الطير فآية تعلمها أن تسترسل إذا أرسلتها .. وأن تجيبك إذا دعوتها.. ولا يشترط في حل صيدها الامتناع عن أكل الطريدة كما هو الشأن بالنسبة إلى الكلب وغيره ..

وقيل في تعليل ذلك أن تأديب سباع الطير إلى حد ترك الأكل متعذر.. ولأن آية التعلم تبدو في ترك ما هو عادة ثم أن الطير .. متوحش نفور لذا كانت إجابته عند الدعاء علامة كافية على تعليمه ..

وأما الكلب فهو مألوف بطبعه.. يجيبك إذا دعوته لكنه معتاد على انتهاك فريسته والأكل منها.. لذا كان تركه للأكل آية تعلمه..

أما الحيوانات المصيدة .. فمنها ما يحرم أكله ومنها ما يحل أكله .. فيحرم من الطير كل ذي مخلب يصطاد به .. كالصقر والبازي والشاهين والنسر والعقاب وغيرهم ..

أما الذي له مخلب لا يصطاد به كالحمام فإنه يحل أكله ويحرم أكل كل ذي ناب من سباع البهائم يسطو به على غيره .. كالأسد والنمر والذئب والدب والفيل والقرد والفهد والنمس (أبن آوى) والهرة أهلية كانت أم وحشية ..

أما الذي له ناب لا يسطو به على غيره.. كالجمل فإنه يحل أكله ويشترط لحل الطريدة التي يقتلها الجارح في أثناء الصيد أن تجرح وعند ذلك يقوم جرحها … مقام الذبح .

أما الطريدة التي تقع في يد الصائد حية فلابد من تذكيتها فإذا ماتت قبل الذبح حرم أكلها وأحل وأطيب الزكاة وأحسنها ما جاء على وفق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة ، وإذا ذبحتم فاحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته

أما الصائد نفسه فإنه يجب أن يسمى عند إرسال الجارح فإن أرسله ولم يسم عامداً فالصيدة ميته يحرم أكلها.. هذه بعض أحكام الصيد في الفقه الإسلامي.

أما نظرة الإسلام إلى الصيد فتقوم على أنه وسيلة مشروعة من وسائل كسب العيش .

وكانت لدى العرب في الجاهلية آداب للصيد يتأدبون بها وتقاليد يرعونها ثم جاء الإسلام بدينه العظيم فأضاف إلى هذه الآداب ما هو أكرم للإنسان الصائد وأرحم للحيوان المصيد .. غير أن العرب لم يقتصروا على ما ورثوه عن آبائهم وما أخذوه عن نبيهم من آداب الصيد .. وإنما نظروا إلى تقاليد الصيد وآدابه عند الأمم الأخرى .. وضموه إلى ما عندهم فكان لهم من ثمرة ذلك طائفة من الآداب .. بعضها جاهلي .. وبعضها إسلامي ..

وكان من أقدم هذه الآداب الكف عن صيد الحيوانات التي تلجأ إليهم بسبب شدة الجوع أو حدة العطش أو شدة البرد.. فكأنها عادت بهم .. وليس من المرؤة أن ينال عائد بسوء..

ومن آداب الصيد الكريمة عند العرب أن يكون سبيله الطراد والمنازلة والظفر بعد الطلب والجهد .. لذا يعان الصائدين المتأدبين بـآداب الصيد فعله ( من عجز عن رمي الطير بسهامه وقصرت حيلته عند اصطيادها بشباكه فألقى في ملاقطها ومراعيها سهاماً مخدرة ومهوسة حتى إذا تناولتها جرت فيها مجرى الدم .. وقطعتها عند الحراك. وطال بذلك تعذيبها فيضطرب بذلك ذو الجناح الاضطراب الشديد وينقلب ذو القوائم فتندق قوائمه وتترخص أعظمه فيكون قد قتل قتلاً) ..


يــتــبــع

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



رياضة الصيد بالصقور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رياضة الصيد بالصقور   رياضة الصيد بالصقور Icon_minitimeالخميس مارس 27, 2008 3:04 pm

ومن آداب الصيد تهادي لحمه وبذله للطاعمين وجمع الصحاب والأتراب على قديره أو شوائه .. وقد كان الصائدين يفخرون بذلك .. فأمرؤ القيس وأبو النجم العجلى والشمردل اليربوعي ذكروا هذا المعنى في شعرهم وأفتخروا به .

وكان " الأشراف يتهادون القطعة اليسيرة من لحم الصيد لا قيمة لها" ويجدون في ذلك متع ومسرة ..

ومن آداب الصيد ، أن تختار له الأيام القائمة التي لا مطر فيها وذلك أن الطرائد ، أفره ما تكون في يوم الغيم … وأن الطرائد أشغل ما تكون في هذا اليوم بطلب المرعى والمداومة عليه .. وفي اشتغال الطريدة فرصة للصياد والضواري.

وقد كانت الملوك تقسم أيامها .. فتجعل يوم الغيم للصيد ومن آداب الصيد التي جاء بها الإسلام وأخذ المسلمون أنفسهم بها .. عدم تعذيب الطريدة والإحسان إليها ..

ومن آداب الصيد أيضاً أن يتناول القانص قبل ركوبه إلى الصيد ما يصلح له من طعام خفيف وشراب مباح .. وألا يملأ معدته ليكون أخف حركة وأقدر على الصيد وانشط له ..

ثانياً: الصيد في عصر بني أُمّية
رأينا من قبل مبلغ حاجة العرب في جاهليتهم للصيد وحبهم له.. وعندما أكرمهم الله بالإسلام ، امتلأت حياتهم بأروع المعاني وأرفع المثل وأصبحوا أصحاب قضية وحملة رسالة، وإذا بالذي كان يصيد للمتعة وملء الفراغ يجد أن كل لحظة من لحظات حياته قد امتلأت بالأعمال الجليلة والغايات النبيلة، والأهداف السامية ..

وفي عصر بني أمية، غدا المسلمون في بسطة من العيش، وسعة في الأرض وسطوة في الملك، ومن أشهر ولاة بني أمية حبا في القنص وتربية الجوارح يزيد بن معاوية ..

يقول ( أبا الحسن بن على المسعودي ) : كان يزيد صاحب طرب وجوارح وكلاب وفهود، وكان مولعا ً بالصيد ، مبتدعاً فبه، فهو أول من حمل الفهود على ظهور الخيل ولا غرو فالناس في زمن بني أمية مازالو قريبي العهد بالبادية ، والصيد والطرد من أجمل ما في حياة البادية .

على أن الصائدون في زمن بني أمية لم يكونوا جميعهم ممن يتخذون الصيد وسيلة للهو والتمتع ، وإنما كان هناك صائدون يصطنعون الصيد زهاده بما عند الناس وكفا لأنفسهم عما في أيدي الآخرين .

ذلك بأن الصيد يؤثره رجلان متباينان في الحال .. ملك ذو ثروة أو زاهد ذو قناعة، فالملك يؤثره لحب الغلبة والظفر والابتهاج بظاهر العدة والعتاد .

والزاهد يؤثره لكف نفسه عن ذيّ المكاسب والنأي بها عن مصرع المكالب، وصون ماء وجهه من غضاضة الامتهان.

ويقول صاحب الجمهرة في علوم البيزرة يروي لنا خبر رحلة من رحلات الصيد ويصور لنا فيها شغف الناس بهذه الرياضة وإقبالهم عليها فيقول .. وهو يصف رحلة أشترك فيها هشام بن عبد الملك .. أنه خرج يوماً للقنص فلما توسط مكان الصيد، أختلط الناس بعضهم ببعض، وأنكر في حومة الصيد أخاه والوالد ولده، والخادم سيده، وجعل الناس يصيدون من كل جانب كل بما معه من آلة الصيد، فمنهم من يرمى بالنبل، ومنهم من يتصيد بالجوارح ومنهم من يتصيد بالفهود ومنهم من يتتبع المتصيدين طلباً للفرجة ، ثم قال. وهشام قائم على ناشز من الأرض ينظر إلى من يتصيد إذن كان هشام صياداً وكان يشهد رحلات الصيد الكبيرة .

وكان يشارك عمامة الصائدون مرحهم ونشوتهم، يحبس أنفاسه في المواقف المثيرة، وتأخذ به حب الهواية والتمتع بها فيجري وراء الطريدة بل أن هشام ذهب إلى أبعد من هذا فرسم في قصره للصيد رسماً خاصاً به وجعل له في أعماله وعماله نصيباً، واختار للمنصب الجديد " حاذقا" من الملمين بهذا الفن وإماماً من أئمته، فأسلم إليه ضواريه ليؤدبها إذا جهلت ويطيبها إذا مرضت ويروضها على الصيد كلما آنس بها حاجة إلى الرياضة .

ذلكم هو الغطريف بن قدامه الغساني وكان يسمى صاحب صيد هشام بن عبدالملك ..

وهنا نرى أنه أصبح للضواري مسئول في الدولة ومنصبه مثل المسؤول عن الشرطة والمالية وهكذا ..

وجاء في "كتاب الطيور" … وكان من الطبيعي ألا يقتصر اقتناء الجوارح والضواري والصيد بها على الخلفاء وحدهم وإنما شاركهم فيها جميع الناس بمختلف طبقاتهم.

وهنا يتضح لنا أن اقتناء الجوارح والضواري والاستمتاع بالصيد بها والسخاء في الإنفاق عليها ، واتخاذ الوسائل العلمية في تضريتها على الصيد والسهر على صحتها غدت مظهراً من مظاهر الحياة في عصر بني أمية وأن المتأخرين من خلفاء هذه الأسرة جعلوا للصيد وضواريه شأناً في أعمال الدولة .

ثالثاً: الصيد في عصر بني العبّاس
ولما دالت دولة بني أمية آل إلى دولة بني العباس كانت الراية الإسلامية ترفرف على أكثر أصقاع المعمورة ثروة وأوفرها غنى، وكان خراج هذه الأرض العريضة يجبى من هنا وهناك، ثم ينصب كله أو جله في خزائن بني العباس، وكانت الدنيا تقبل على الناس ضاحكة مبشرة، وكانت هواية الصيد في مقدمة الرياضات التي أقبلوا عليها ، ومما زاد في هذا الإقبال تأثر الدولة العباسية بالتراث الفارسي، فقد كانت هذه الرياضة عند الفرس تحظى باهتمام عظيم، وكان لهم شأن في تربية الجوارح وتضريتها وإتقان فنون الصيد وأحكام صناعة آلاته، فلما صار لهم في المجتمع الجديد شأن في التوجيه والريادة نقلوا إليه كل ما هو لديهم في هذا المجال.

وكانت ولاية السفاح شأن المسلمين إحدى الأسباب في تعلق الناس بهذه الهواية .. فأبو العباس قبل أن يلي الخلافة قضى كثيراً من وقته في الصيد، فقد صاد وهو غلام صغير وصاد وهو شاب يافع ثم صاد بعد ذلك وهو خليفة مكتهل وكان شديد الولع بالضواري شديد اللهج بالصيد وكان إذا تخلفت ضواريه ولم تصد الصيد الذي يليق بها وبه شكا من ذلك وخجل، وجعل يخرج للصيد منفرداً عن عسكره ليس معه إلا عدد من أصدقائه وخاصته من أمثاله خالد بن صفوان ..

وقد أكثر السفاح من رحلات الصيد الكبيرة التي تجمع عدداً من أهل بيته وفيهم أعمامه وأخوه المنصور، وعدد من رجال دولته، وكان يمضي في ذلك أياماً حافلة بالتمتع بحب هذه الرياضة .

ولما آلت الخلافة إلى المنصور لم يهتم كثيراً بالصيد مثل اهتمام أخيه السفاح، ولعل سبب ذلك كثرة مشاكل الدولة واختلاف الشخصية بين الرجلين، ولكن المنصور على الرغم ذلك لم يستطع أن يبعد أصدقاءه والمقربين منه والناس عامة عن حب هذه الرياضة ولا كفهم عنها، فمنهم قد ورثوا هذا الحب عن بني أمية وعن أخيه السفاح وأرسوا قواعد القنص وآدابه ..

وهذا هو واحد من أصدقائه وشاعر من شعرائه يتعلق بالصيد تعلق المحب بمحبوبته، ويبوح بذلك أمام الخليفة دون أن يتحرج ..

ويقول صاحب الجمهرة في علوم البيزرة : أن أبا جعفر المنصور قال لأبي دُلامة: كيف حبك للصيد؟ فقال كحب المسجون للخلاص من القيد، فقال: وأي الأشياء أحب إليك من الضواري ؟ فقال : أحب الصقر الطويل النفس الأسود الجنس إذا صاد أشبع، وإذا أمات أوجع ، يصيد الكبير ويعفى على الصغير، وثمنه يا أمير المؤمنين حقير، فقال: ولم لا تحب البازي وهو خير منه وألذ وأحسن إصابة وأسرع .. فقال : يا أمير المؤمنين البازي ملك .. ولا أقدر أن أتشبه بالملوك وإنما يحمل الملوك .. الملوك .. فقال فالشاهين .. فقال : إنه يا أمير المؤمنين .. كبير القدر .. كثير الغدر، قال فالباشق .. قال ملعوب الصبيان .. وقد فاتني ذلك الزمان قال فاليائي .. قال … ملعوب الخدم وأولاد الحشم ولا أحب يا أمير المؤمنين أن أشتم ..

فقال: ما تصنع بلحم الصيد وعندك ما هو أطيب منه فقال: صدقت يا أمير المؤمنين، غير إني أجد فيه لذة الطرب وهو الذي أتعبت فيه جوادي وأجهدت فيه مرادي ..

ومن أخبار رحلات المهدي ما رواه كشاجم من أن المهدي كان في رحلة صيد ومعه علي بن سليمان وأبو دُلامة فأسير أمامهم ظبي فرماه المهدي فأنفذه .. ورمي علي بن سليمان فأصاب كلباً من كلاب الصيد فقتله .. فقال أبو دُلامة الشاعر ..

قـد رمـى المهــدي ظبيــاً … . شــــك بالسهـــم فــؤاده

وعلــي بـــن سليـــما …. ن رمى كلبـــاً فصـــــاده

فهنيئـــاً لهــــمـــا …. كـــل امــرئ يـأكــل زاده

وقد عرف ملوك البلاد المجاورة ولع المهدي بالضواري وشدة شغفه بالصيد حتى أن "ميخائل بن ليون.. عظيم الروم لما وقف على ذلك أهدى إليه كتاباً في فن البيزرة كان لأوائل الروم .

ثم كان الرشيد … متعلقاً بحب هذه الرياضة، فقد روى صاحب البيزرة أن الرشيد كان ذا حظ في الصيد ، وانه كان يرتاح له ارتياحاً شديداً … حتى تحمله الأريحية على ركض فرسه والشد به في أثر الطريدة وكان إذا نمى إليه خبر متفنن في الصيد استقدمه إليه وأصطفاه لنفسه وكان للرشيد رحلات صيد رائعة يقوم بها ومعه عدد من أصدقائه ورجال دولته وبعض شعرائه من أمثال أبو نواس، وكان الخليفة يساير أصدقاءه ومن معه في التمتع بالصيد وفنونه، وكما عرف عن المهدي في الآفاق حبه للصيد وأدواته فقد عرف مثل ذلك عن الرشيد فأغتنم " نقفور" ملك الروم إحدى المناسبات الطيبة وأهدى الرشيد أثنى عشر بازياً وأربعة أكلب من كلاب الصيد ليتقرب إليه بها .

ولكن أشد خلفاء بني العباس ولعاً بالفروسية والصيد هو المعتصم فقد كان أكثر خلفاء بني العباس محالفة للصيد، وأخفهم فيه ركاباً، لتوفر همته على الفروسية وما شاكلها ، وكانت له رحلات صيد يمضي فيها الأيام الطوال، فينشط لذلك جسمه ، وتنبسط نفسه، ويزداد إقباله على الطعام ..

بل أنه اختار الأرض التي بنى عليها " سامرا " في رحلة صيد لما وجده في مكانها من طيب المناخ، واعتدال الجو .. وكان المعتصم لفرط شجاعته واعتداده بنفسه يمعن في الصيد ويسامر الذين في الفلوات، ثم لا يكون حديثه معهم إلا عن الصيد، ولم يكن المتوكل الذي ولى الخلافة.. أقل من أبيه المعتصم تعلقاً بالصيد وإقبالاً عليه، وإن كان لا يدانيه في فروسيته وشجاعته، وفي زمن المعتصم بلغ الصيد غايته وعدا طوره، فالخليفة قد ورث عن المعتصم قوته وولعه بالفروسية وشغفه بالصيد ، وكان مغرماً بالصيد بالعقاب وهو جارح صعب المنال يعتصم بالشواهق من قمم الجبال، عسير الترويض إذا كبر وتوحش ، لذا كان عزيزاً نادراً لدى هواة الصيد .

ولا يستطيع القارئ أن يتصور مدى اهتمام المعتصم بالصيد إذا عرف المبلغ الذي كان متخصصاً له في نفقات الدولة ونظر إليه بالنسبة إلى وجوه الإنفاق الأخرى، فقد كانت جملة نفقات بيت المال في السنين الأولى .. من خلافة المعتصم العباسي (2.500.000) دينار في السنة تدفع مياومة باعتبار كل يوم سبعة آلاف دينار تنفق على حرس القصر والغلمان والفرسان وأصحاب الرسائل. وأصحاب الأخبار والقراء والمؤذنين وشرطة دار السلام، ونفقات المطابخ والمخابز، ونفقات خزائن الكسوة والخلع والطيب وحوائج الوضوء وخزائن السلاح، وأرزاق القائمين في القصر، وأرزق الخاصة من الغلمان والمماليك وأرزاق الحشم والصناع من الصاغة والخياطين وغيرهم وأرزاق الحرم وثمن علوفة الكراع وثمن الكراع نفسه والإبل والخيل، وأصحاب الركائب والجنائب وأكابر الملهين وجماعة المطببين، وثمن النفط للنفاطات والمشاعل وأعطيات أولاد المتوكل الواثق والناصر وأرزاق مشايخ بني هاشم وجمهورهم .. وأرزاق أكابر الكتاب وأصحاب الدواوين والمديرين والأعوان … ونفقات السجون وثمن أقوات المسجونين.. ونفقات الجسرين وثمن ما يبدل من سفنهما ونفقات (البيمارستانات) وأرزاق الأطباء وأثمان الدواء والطعام .

أن مجموع ما كان ينفق على ذلك كله في اليوم الواحد سبعة آلاف دينار، كان يدفع منا سبعون ديناراً يومياً لأصحاب الصيد من المدربين، البازياريين والفهادين والكلابين، وهو ما يعادل واحد في المائة من أصل ذلك المبلغ الذي كان ينفق في تلك الوجوه التي ذكرناها وهنا نرى كيف كانت حب الهواية ويصور المكانة التي كان يحتلها الصيد في المجتمع العباسي في القرن الثالث الهجري..

وللصيد فضائل جمة، وملاذ ممتعة ومحاسن بينه وخصائص في ظلف النفس ونزاهتها، وجلالة المكاسب وطيبها كثيرة، وبه يستفاد النشاط والمنافع الظاهرة والباطنة والمران والرياضة والحفوف والحركة واتساع الخطوة وخفة الركاب وأمن من الأوصاب مع ما فيه من الآداب البارعة ، والأخبار المأثورة، ومن فضائل الصيد، أنه لا يكاد يحبه ويؤثره إلا رجلان متباينان في الحال.. متقاربان في علو الهمة ، أما ملك ذو ثروة أو زاهد ذو قناعة وكلاهما يرمي إليه من طريق الهمة وموضع ذلك من نفوسهم..

ويغدو للصيد اثنان متفاوتان، صعلوك منسحق الأطمار وملك جبار فينكفئ الصعلوك غانماً، وينكفئ الملك غارماً وإنما يشتركان في لذة الظفر .

وقيل لبعض من كان محباً للصيد من حكماء الملوك .. إنك قد أحببت هذا وفيه مشغله عن مهام الأمور ومراعاة الملك. فقال للمليك في مداومة الصيد فوائد كثيرة أقلها.. تبينه في أصحابه مواقع العمارة من بلاده في النقصان والزيادة فيه، فإن رأى من ذلك ما يسره بعثه الاغتباط على الزيادة فيه وأن رأى ما ينكره جرد عنايته له ووفرها على تلافيه، ولم يخرج ملك لصيد ورجع بدون فائدة أهمها أن يكون قد طويت عنه حال مظلوم فيتمكن من لقائه ويبوح إليه بظلامته ..

وقيل لرجل من عامة الناس مشغوف بالصيد ، لو التمست معاشاً غير هذا .. فقال إذن لا أجد مثله .. أن هذا معاش يجدي على من حيث لا أعامل فيه أحد وانفرد به من الجملة وسلم فيه من الفتنة، والتمسه في الخلوات والفوات .



يسلموووو على المرووور

وشكراً[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
مـنـصـوري فـوق الـقـمـر
عضو نشيط
عضو نشيط
مـنـصـوري فـوق الـقـمـر


ذكر عدد الرسائل : 79
الشعار أو (( الشلّه ))؟؟ : N.7.M
تاريخ التسجيل : 29/03/2008

رياضة الصيد بالصقور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رياضة الصيد بالصقور   رياضة الصيد بالصقور Icon_minitimeالسبت مارس 29, 2008 7:38 pm

تسلم والله ع الموووضوع


وربي لاهانك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غلا المناصير
عضو متقدّم
عضو متقدّم
غلا المناصير


انثى عدد الرسائل : 249
تاريخ التسجيل : 06/04/2008

رياضة الصيد بالصقور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رياضة الصيد بالصقور   رياضة الصيد بالصقور Icon_minitimeالأربعاء أبريل 09, 2008 12:17 am

تسلم والله ع الموضوع الغااوي ..

ونتريا جديدك ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زائر
زائر
Anonymous



رياضة الصيد بالصقور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رياضة الصيد بالصقور   رياضة الصيد بالصقور Icon_minitimeالسبت أبريل 12, 2008 10:24 am

يسلمووووو ... ع المروور

شكراً ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
شيبه المناصير
الـمـشـرف الـعـام
الـمـشـرف الـعـام
شيبه المناصير


ذكر عدد الرسائل : 350
الشعار أو (( الشلّه ))؟؟ : تحبني ولا تحب دراااهم
تاريخ التسجيل : 22/04/2008

رياضة الصيد بالصقور Empty
مُساهمةموضوع: رد: رياضة الصيد بالصقور   رياضة الصيد بالصقور Icon_minitimeالأربعاء أبريل 23, 2008 5:23 pm

تسلممممم يمينك ...

ولا تحرمناااا من يديدك ...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رياضة الصيد بالصقور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
«§ منتــديـات السـلـــع §« :: .. _.· (الأســتــراحه التاريخيه) `·.¸¸ . :: قـسـم الصيد والصقور-
انتقل الى: